لم يكن احتلال العراق بمجرد غزو امريكي بريطاني فقط والذي اعلن عنه وانما هناك محتل ثالث ورابع دخلوا مع المحتلين المعرفين علنا الا وهو الاحتلال الفارسي للعراق الابن البار لامريكا واسرائيل في المنطقة . نعم الابن الذي يحترم ويعتز بكل خطط وافكار اسياده ويعينهم على تنفيذها . ولم يكن الكلمة التي اطلقها المقبور خميني في الثمانينات على امريكا واصفا اياه بالشيطان الاكبر . لقد صدق القول هذا المقبور . كلنا يعلم بان الشيطان له خمسة الاولاد وان ولدين منهم معروفان فكل السموم والفتن والقتل ياتي في المنطقة منهما هما ايران الصفوية واسرائيل اللقيطة . وانهما اليدان الفعالان في المنطقة ويعملون على توسيع تجارة القتل والفساد والدمار في بلدان الشرق الاوسط والخليج العربي . انتقاما من الاسلام لما فعل بهم من تدنيس عروش الكفر والطغيان واذلال ملوك الشر من الفرس واليهود . ان احفاد اولائك الاشرار اليوم يعملون للانتقام من المسلمين والبلاد الاسلامية لما فعله الاسلام بظهوره باجدادهم .ان الحقد الدفين والانتقام الازلي الذي توارثه الفرس الصفويين واليهود جعلهم ان يكونوا اعضاء ناشطين وفعاليين في منتدى القتل وتدمير الشعوب الاسلامية تحت اغطية مختلفة منها الاسلامية ومنها الثقافية ومنها الديمقراطية وبذلك كان لابد بان يجندوا اعضاء مبتدئين في هذا المنتدى وان يدربوهم ويزودوهم بالمعلومات وتنمية قابلياتهم على الفتن والقتل . وقد شهد هذا المنتدى بتخريخ مجموعة من الاعضاء البارزين بمستوى ذكائهم في اتقان مهارات القتل والفتن والتفرقة وكان من ابرز الخريجين بتقدير عالي هم من الساسة العراقيين الذين دخلوا العراق على الدبابات الامريكية والمجموعة الاخرى وصلت الى العراق راكبة سهام الشر والفتن متوهة من ايران الصفوية وموجهة الى عقول وقلوب العراقيين البسطاء والاميين ومن تضرر من النظام السابق ليستغل حالة الغليان وتجنيدهم لاجل مخططاتهم العدوانية . نعم هكذا حالنا نحن العراقيين
لانكاد نخرج من مأزق حتى ندخل في اخر وماتكاد تنطفئ فتنة حتى تشتعل اخرى ولم يرَ العراق الخير ولا السلام منذ الاف السنين والى الان وربما لن يراه لأجل غير مسمى!! . فماهيَّ العلّة في ذلك؟ هل حقا اننا شعب لانستحق العيش بسلام ؟ وان السلام يفسد اخلاقنا وحياتنا وربما نتمرد على كل شي ونكفر بقيم السماء لاسامح الله.ام ان القدر منحنا محيط متخم بالحاقدين وجيران سوء لايهنئ لهم عيش الا بخراب ديارنا وموت ابنائنا. فقد وردت في الاخبار عن تاريخ العراق القديم والحديث الكثيرمن المصائب والفتن والحروب التي مرت بها البلاد منذ ايام السومريين وحتى يومنا هذا, ويبدو ان القدر قد صنع لنا في هذه الارض بالتحديد مواصفات لحياة معينة باحداثها وتفاصيلها ... احتلال , حروب , موت ,فيضان , دمار , فتن , وباء , جوع , قحط... الخ من الكوارث الطبيعية والمفتعلة.
الموت والخراب والحروب وحكم الطغاة من السمات الاساسية لبلاد وادي الرافدين وليست حالة طارئة وبذلك يكون الشعب العراقي ومن يعيش على ارضه جدير بهذا المصير الجهنمي ولاتناسبه حياة اخرى افضل ولو بقليل مما هو علية ومن يدّعي غير ذلك فهو رومانسي واهم ومبحر في عالم الفنطازيا والخيال.
الانتخابات الحرة هي احدى الصيغ الديمقراطية التي تتبعها المجتمعات المتمدنة والمتحضرة في العالم،انها ممارسة ديمقراطية تعبر عن حرية الفرد والمجتمع،وخاضعة اصلا لموازنات السياسة والاجتماع والاقتصاد والحراك الطبقي في بلادنا!الانتخابات هي ممارسة ديمقراطية وليست هي الديمقراطية نفسها،وكلما كانت نزيهة وحرة وشفافة تعكس مدى التطور والتقدم وارتفاع الوعي الوطني عند هذا الشعب الذي مارسها وتعكس درجة الديمقراطية التي يتعاطاها ويتمسك بها ابناء هذا البلد.العمليات الانتخابية التي جرت لحد الآن ومنذ التاسع من نيسان لم تكن سوى استفتاءات محسومة النتائج لصالح تغطية الادعاءات الديمقراطية!لصالح من يريد للاغلبية الصامتة في بلادنا ان تبقى صامتة!وباتجاه تمرير حزمة من الاتفاقات والقرارات الاستراتيجية البعيدة المدى المتعلقة بان يكون العراق او لا يكون!..لماذا؟!..لان العمليات الانتخابية التنافسية،لم تجر وفق برامج انتخابية واضحة المعالم للقوائم المشاركة،بقدر ما اعتمدت على القدرات والامكانيات الخاصة،ومقدار ما تمتلكه قوى تلك القوائم من مصادر نفوذ وهيمنة على الشارع العراقي،وبالذات مراكز النفوذ الحكومية،والعشائرية،والدينية الطائفية والمليشياوية،على قاعدة من عدم تبلور المكون الاجتماعي للطبقات والشرائح الاجتماعية،والضعف الظاهر لمنظماتها المدنية والمهنية والنقابية..!
يتبجح بعض الاقطاب الحكومية علنا،بافضليات التوافق السياسي،ومن اجل ذلك يتحدثون عن اهمية توسيع المشاركة،وحسنات اشراك اوسع الاوساط في ادارة الحكم،ويتشدقون بسياسة المصالحة الوطنية،ويكثرون الحديث عن"استيعاب الجميع واجتذاب ما لم تجتذبه العملية السياسية لغاية اليوم".لكنهم في السر،غير ذلك تماما،فهم في لجة الصراع لا يدخرون اية وسيلة من اجل السلطة وامتيازاتها،فهو صراع يتجه صوب طريق واحد فقط هو تكريس السلطة،وزيادة الهيمنة والنفوذ بيد مجاميع محددة!
لا تزال حقوق الانسان في العراق بعيدة كل البعد عن المبادئ التي كرستها اللائحة الدولية لحقوق الانسان والمواثيق والعهود الأخرى،وهي المهمة التي تستوجب مواصلة النضال من اجل تحقيقها في دولة كانت من اوائل من صادق عليها،لكنها لم تلتزم بها ابداً!وتؤشر تقارير حقوق الانسان الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية عن تصاعد مستوى الانتهاكات الدستورية المفزعة،وان المدنيين الابرياء هم ضحايا الاعمال الارهابية والقنابل المزروعة على جوانب الطرق واطلاق النار من السيارات المارة والخطف والتجاوزات القانونية من قبل رجال الشرطة والجرائم والعمليات العسكرية وتبادل النار بين الجماعات المتنافسة او بين المسلحين ورجال الامن والشرطة.ومما يبعث على المزيد من القلق،الانباء بوجود اختراق لعناصر من الجماعات المسلحة والميليشيات للقوى الامنية.
اي حديث عن حقوق الانسان والحريات الفردية والعامة والتمتع بالديمقراطية واستتباب الامن هو حديث فارغ ما لم يقترن بالنجاح في اعادة البناء الاقتصادي وترميم البنى التحتية وتقليص البطالة وانهاء الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية بمعايير الخدمات الصحية والتعليمية والضمان الاجتماعي،وان نجاح الدولة العراقية الجديدة بحاجة لقادة يمتلكون الرؤيا الوطنية الشاملة،وبخاصة الاستراتيجية والسياسات الاقتصادية!
تساؤلات كثيرة ولكن الاهم منها ؟؟؟؟
هل هي مصادفة وجود وسيطرة النفوذ الايراني الصفوي المعادي للاسلام والمسلمين في العراق !!
وان يُعلل خراب العراق الحديث منذ نشوءه ولحد اليوم بسبب جهل الشعب!!
وان يكون الذبح والتفجير والارهاب في فترة حكم الاحزاب السياسية القادمة من ايران !!
وان تكون الحرب الطائفية بسبب اعصابات الاجرامية المحسوبة على الشيعة وفرق الموت والذباحين منهم!!
وان يكون مقتدى وتياره الصدري وفيلق بدر مجرد ميلشيات مجرمة تعمل بامرة الاطلاعات الايرانية!!
وان يكون الحكم الشيعي ضعيف وعميل وفاسد ادارياً وعبارة عن مجموعة من اللصوص!!
وان يكون الجلبي عميل لايران وامريكا من قبلها, وسارق مع انه من العوائل الغنية!!
وان يكون الجعفري شخصية غير قادرة على قيادة العراق وانه رجل طائفي وأدائه ضعيف !!
وان يكون المالكي دكتاتور لم يشهد العراق مثله من قبل وعميل مزدوج للامريكان وايران بنفس الوقت!
وان يكون قيادات الشيعة اغلبهم اميين وشهاداتهم من( سوك مريدي)!!
وان يكون حزب الدعوة حزب فاشي ومجرم وعميل لايران !!
وان تكون زيارات القادة الشيعة لايران الصفوية مجرد مراسيم لتقديم فروض الولاء والطاعة!!
وان تكون وثائق ويكيليكس تخص القادة الشيعة والحكومة الشيعية حصراً!!
وان يُكشف المستور في البنتاكون ولا يكشف طريق سير الارهابيين الى حواضنهم في العراق!!
وان يحوّل الاعلام المجاهدين العراقيين في سبيل الله الى ارهابين!!
وان يصمت اغلب المثقفين العراقيين عن الارهاب السياسي الذي يدار من قبل عملاء ايران !!
وان يقلق الحكام العرب على العراق وشعبه ومستقبلهما بعد سقوط النظام تحديداً!!
وان يترك الامريكان قضية تشكيل الحكومة لتدخلات الفرس الصفويين !!
وان يكون الاكراد عملاء اسرائيل اصحاب قرار ونفوذ عسكري !!
وان يكون المرجعيات الدينية الغير معروفة الاتجاه اساس في التشريع واصحاب القرار!!
وان يعوض المحتل ومكافئته على تدمير العراق !!
وان يتهم العراقيين المعترضين على الفساد وسوء ادارة الحكومة بالبعثية وارهابيين !!
وان تقمع المظاهرات بفعل القوة وارهاب المتظاهرين وقتلهم واملاء السجون منهم !!
وان يقوم قادة الخيانة في كردستان العراق بقمع المتظاهرين من دون محاسبة وبعلم المنظمات الدولية !!
وان يعقد الصفقات السياسية من اجل الكراسي على حساب مصالح العراقيين!!
وان تهمش الاقليات الدينية مثل المسيح والصابئة وغيرهم !!
من اين تأتي الديمقراطية بين احزاب لم تمارسها حتى في حياتها الداخلية؟ كيف يجري اطلاق الوعود لبناء الجسور حيث لا توجد انهار؟ هل تأتي الديمقراطية من العدم او تهبط من السماء ام ان هنالك تطور تأريخي اقتصادي واجتماعي لابد ان يأخذ مجراه الطبيعي؟احزابنا وحكامنا، عملاء وخونة ومرتبطين بدول اخرى يهمهم مصلحة اسيادهم اكثر من مصلحة العراقيين. ولا تجربة ولا تراكم معرفي ولا اعتراف بالجدل والمعرفة العلمية،انها قبائل وطوائف اكثر منها احزابا وهم مشايخ اكثر منهم سياسيين وقادة.نعم، تغير السجان ونوع التهديد،لكن السجن باق وما زال السجناء يهربون،فما الفرق بان تقتلك الدكتاتورية ام يقتلك قاطع طريق او ميليشيا تعيش على غياب اي نظام،او تموت اعداما نهشا بالكلاب او تنهشك كلاب الشارع،وهل تكترث الشاة لشكل السكين اذا حضر الذبح؟!.